قال: وجاءه هذا الملك الذي هو شلانون، فقال له: لمَ ترَكَ أبوك وِردَه من اللّيل في البيتِ الذي كان اتّخذَه في دارِه مسجدًا؟ قال: وقد كان لي وِردٌ من اللّيل في بيتٍ من داري شغَلَتْني عنه شواغلُ الدُّنيا، وصار سهري باللّيل إنّما هو على وثيقةٍ أُبيِّضُها أو فريضةٍ [أقيِّدُها، وحينَ] قال لي ذلك، بادرتُ إلى البيت، فبنيتُهُ بِنيةً جديدة [وجدَّدتُ فراشَه، وبَلَغت] نفَقتي فيه مئتي دينار، ووجدتُها بعدَ شهرٍ قد انخَلَفَت على الأعشَرين، ورجعتُ إلى صلاتي فيه كما كنتُ (?)، قال: وبقيَ لي البيتُ في الدار [وفي جُدرانِها] خَلَق كأنه رُقعةٌ من غيرِ الثَّوب، فأحوَجَني ذلك إلى نفقةٍ في سائرِ [الدار].

قال: وقال لي مرةً أخرى: قُلْ لأبيك يُجرِّدِ الجُبّةَ التي عليه التي أخَذَ من فلانٍ في [كِرائه] وقد كنتُ أخذتُها ممّن يَسكُنُ لي موضعًا، وربّما لم يكنْ عندَه ما يؤدِّي فأعطاني جُبّتَه، قال: فصُرِفتِ الجُبّةُ على رَبِّها.

قال: واستمرَّت عليه هذه المَرائي وصار يُخبَرُ بما يكونُ، حتى لَغابوا عنه مُدّة، ثم جاءوه أو من جاءه منهم فقال: أبطأتم عنّي، قال: شُغلٌ عَرَضَ في شرق الأندَلُس شغلنا، قال: فجاء بعدَ أيام حديثُ حِصن شلفيره وأخْذِ المسلمينَ إيّاه من أيدي النّصارى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015