وفي نحو تمثُّلِه بالبيتِ المذكور في الفَرق بين العادلِ وعمِّه ما صَدَرَ عنه في جانبِ الوزيرِ أبي سعيد بن أبي جامع، فإنّ أبا الحَسَن كان شديدَ الاختصاص بأبي عبدِ الرّحمن محمدِ بن أبي عِمران التينمليِّ، وكان أبو عبد الرّحمن هذا كثيرَ الاعتناءِ به، والتعظيم لجانبِه، والسعي الجميل له أيامَ وزارته حتى انتَهت بسَعْيه خُططَ أبي الحَسَن نحوَ ثلاثَ عشْرةَ خُطّة، كلُّها أو جُلُّها جليلٌ مفيد، وكلُّ واحدةٍ منها إنما كان يُعيَّنُ لها أكثرُ المرتسِمينَ بالعلم قَدرًا وأبعدُهم صِيتًا، ولمّا نكِب ابنُ أبي عِمران المذكورُ وغُرِّب إلى مَيُورقةَ انفردَ بالوِزارة بعدَه أبو سعيد بنُ جامع (?)، فاجتازَ به أبو الحَسَن وهو جالسٌ في مجلس الوِزارة فأنشَدَ متمثِّلًا في التباعُدِ بينَه وبينَ ابن أبي عِمران [البسيط]:

* كالهرِّ يَحكي انتفاخًا صُورةَ (?) الأسدِ *

وبَلَغَ ذلك أبا سعيد، فحَقَدَها له، ولم يزَلْ يَحُطُّ من خُططِ أبي الحَسَن ويُصرِّفُ فيها غيرَه حتّى لم يبقَ بيدِه منها شيءٌ إلا القليلَ النَّزْرَ الفائدة [وما لا غَناءَ فيه].

ولمّا أخَذت مملكةُ آلِ عبد المؤمن في الاختلالِ أيامَ [المُستنصِر بسببِ ركونه] إلى الهُوينى، وعكوفِه على راحتِه، وإعراضِه عن التدبير فيما [يعودُ لشؤونِ الدولة] وتفويض النظرِ في الأمور كلِّها إلى وُزرائه وحاشيتِه (?) وضاعتِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015