أبا سعيد يخلفتَن بنَ تنفليشت المتراريَّ البوغاغيَّ، رحمه اللهُ، وقد سُئل عنه فقال: ذلك شخص يُصارحُ نفسَه في أن يكونَ مُهلَّبيَّ الملوك.
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: والذي أوجَبَ إيحاشَ العادل إيّاه ما حدَّثني به ابنُه أبو محمد وغيرُ واحدِ من شيوخي، قالوا: لمّا توفِّي [أبو يعقوبَ المُستنصرٍ] تَشاوَرَ أهلُ الحَلِّ والعَقْد بمَرّاكُشَ في تعيينِ من يُقلَّدُ الأمرَ بعدَه، [فأشار بعضُهم] بتقديم أبي محمد عبدِ الواحِد أخي المنصور، وكان مذكوراً في [بيتهم بحَزْم وجَوْدة] وصلاح، وأشار بعضُهم بتقديم أبي محمد بن عبد الله العادل ابن المنصُور، وكان يُرمَى بالميل إلى البطالة وإيثار الشّهواتِ والإخلادِ إلى الراحات، [وكان أبو الحَسَن] حاضرًا لتلك الشُّورى، فأنشَدَ متمثِّلَا ومنبِّهًا على التفرِقةِ بينَهما [الطويل]:
إذا رَتَّلَ القرآنَ في جُنحِ [ليلةٍ] ... أُبيُّ بنُ كعبٍ لم يُغنِّ مُخارِقُ (?)