وتوفِّي قاضيًا سنةَ سبع وسبعينَ وخمس مئة. قال ابنُ الأبّار: كان حيًّا في آخِر الثمانينَ وخمس مئة. ولم يَضبِطْ ذلك.
رَوى فيما أحسِبُ عن أبي عبد الله المازَريّ، رَوى عنه أبو الحُسَين بنُ زَزقُون، وقال فيه: الأُرُجْقِيُّ، وهو وَهم، وتناوَلَ منه أبو القاسم أحمدُ بن عبد الودود بن سمَجون. رَوى عنه بعضَ شعرِه.
تَلا على ابن مُجاهِد وغيرِه، ورَوى عن أبي بكرٍ ابن دُرَيْد، وقَدِم الأندَلُسَ بعدَ السّبعين وثلاث مئة، ونَزلَ بَجّانةَ وأقرَأَ بها، والى قُرطُبةَ وأقامَ بها يسيرًا ولم يُقرئْ بها أحدًا، وأرى أبا الوليد ابنَ الفَرَضيِّ سَمِعَ منه حينَئذٍ، ثم توَجَّه إلى تُطِيلةَ فأوطَنَها وأقرَأَ بها. وكان من أحفظِ الناس للقراءاتِ والتفسيرِ والمعاني، شديدَ الأخذِ على القُرّاء، ذا حظّ وافر من اللُّغة والعربيّة، وحُكِي أنه شرِبَ البلاذُرَ للحِفظ فدَخَلتْ عقلَه داخلةٌ، وتوفِّي بتُطيلةَ بعدَ الثمانينَ وثلاث مئة بيسير.
رَوى عن أبيه. رَوى عنه أبو الرَّبيع ابنُ سالم، [وأبو العبّاس] السَّبْتيُّ القَنْطَريُّ. وكان فقيهًا سريًّا فاضلًا، واستُقضيَ بفاسَ [وغيرِها. توفِّي سنةَ أربع] وتسعينَ وخمس مئة.