وذكَره ابنُ الأبّار آخرَ رَسْم من الأندَلُسيِّينَ، وقال: من أهل قُرطُبة؛ لِما غاب عنه مَولدُه ولتعصُّبِه المعهودِ منه (?)، وقال في وفاته: إنّها في ربيع الأول، ولم يُحقِّقْها، وأسقَطَ أحدَ اليوسُفَيْنِ من نَسَبِه (?)، وذكَرَ في لقائه كثيرًا من أشياخِه خلافَ ما وقَفْتُ عليه في خطِّ أبي الحَسَن نفسِه، فرأيتُ التنبية على ذلك تحقيقًا وتثبيتًا، فأقولُ: ذكَرَ أنه سَمِع ببلدِه، يعني قُرطُبةَ، أبا العبّاس ابنَ مَضَاء، وقال ابنُ قُطرال: إنه لقِيَهُ بمَرّاكُش، وهو الصَّحيح؛ لأنّ ابنَ مضّاءٍ لم يكنْ بالأندَلُس [وقتَ] طلَبِ ابن قُطْرَال العلمَ، وإنّما عاد إليها بأخَرةٍ، وبعدَ تأخيره عن القضاء كما تقَدَّم في رَسْمِه (?). وذَكَرَ أنه سَمِع بقُرطُبةَ أبا القاسم بنَ رُشْد القَيْسيَّ، وابنُ قُطرال إنّما لقِيَه بمَرّاكُش وقرَأَ عليه وناوَلَه وأجازَ له، كذا وقَفْتُ عليه في خطِّه، وقد كان أبو القاسم القَيْسيُّ هذا انقَطعَ إلى سُكنى مَرّاكُشَ قديمًا (?). وذَكَرَ أنه لقِيَ ابنَ الفَخّار بمالَقةَ، وإنّما لقِيَه بمَرّاكُش (?) وزادَ فيمن لقِيَ بغَرناطةَ أبا بكر بنَ أبي زَمَنِين، ولم يُجرِ له أبو الحَسَن ذكرًا في شيوخِه. وقال: ولقِيَ بسَبْتةَ أبا محمد بنَ عُبيد الله وأجاز له، وأجاز له أبو بكرٍ ابنُ الجَدّ، وأبو عبد الله بنُ زَزقون، وأبو محمد بن جُمهُور، وأبو عبد الله بن حَمِيد، وأبو العبّاس المَجْرِيطيُّ، وأبو محمدٍ عبدُ المُنعم ابن الفَرَس، ولقِيَ جميعَهم.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: يقتضي هذا لقاءه إيّاهم وحَملَه عنهم بالإجازة لا غيرُ، فلا بدَّ من كيفيّةِ حَفلِه عنهم بغير الإجازة حسبَما وقَفْتُ عليه في خطِّ أبي الحَسَن، فأمّا أبو محمد بنُ عُبيد الله فقال: لقِيتُه بسَبْتةَ وحضرتُ مجلسَه وكتَبَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015