رَوى عن أبي بكر بن أبي جَمْرةَ، وأبي القاسم بن حُبَيْش، وأبي محمد بن أحمدَ بن عَلُّوش. ورَحَلَ فحَجَّ، وسَمِعَ بمكّةَ، شرَّفَها اللهُ، من أبي شُجاع زاهِر بن رُسْتُم، وأبي عبد الله بن أبي الصَّيْف، وأبي الفُتُوح نَصْر بن أبي الفَرَج الحُصْريِّ، وأبي محمدٍ يونُسَ بن يحيى الهاشِميِّ وغيرِهم؛ وقَفَلَ إلى بلدِه.
وكان مُقرئًا مجوِّدًا متصدِّرًا صالحًا مُقِلًّا صَبُورًا، ذا حَظّ من رواية الحديثِ والبصَر به والحِفظِ لرجالِه، وله اختصارٌ نبيلٌ في "اقتباسِ الأنوارِ" للرُّشاطيِّ، وكان يصحَبُ كثيرًا أبا القاسم الطَّرَسُونيَّ ويُجالسُه في دُكّانِه، فيَجري الغلَطُ أحيانًا على أبي القاسم في بعضِ ما يُفتي به في المسائل، فيُرشِدُه ابنُ يحيى هذا وَيرُدُّه إلى الصَّواب، وكان يَخضِبُ، وتوفِّي سنةَ سبعَ عشْرةَ وست مئة أو قبلَها بيسير.
رَوى عن أبي أحمدَ جعفرِ بن عبد الله التُّجِيبيِّ. رَوى عنه عبدُ الصَّمد بنُ سَعِيد العَطّارُ.
رَحَلَ إلى المشرِق وسَمِع بالإسكندَريّة على أبي العبّاس السَّرَقُسْطيِّ ابنِ الفقيه.
تَلا على أبي عبد الله بن موسى الوَشْقيِّ [....] (?) ابن البادي [....] (?) عليه ابنُ المُرابِط. وكان رجُلًا صالحًا، متصدِّرًا لإقراءِ القرآن، زاهدًا جليلَ القَدْرِ مشهورَ الفَضْل، حيًّا سنةَ تسع وثمانينَ وخمس مئة.