وكان رجُلًا فاضلًا متحقِّقًا بالقراءاتِ ماهرًا في النَّحو، صنَّفَ في الآياتِ التي استَشْهدَ بها سِيبوَيْه في "كتابِه" مصنّفا نافعًا أفاد به وبيَّنَ فيه وجوهَ استشهادِه بها، فجاء في حَجْم نصفِ "الكتاب"، وكمَّل ما كان قد بدَأَ به أبو الحَسَن بنُ عُصفور من التعليقِ على "القُزُوليّة" كتابًا مفيدًا، ودرَّس العربيّةَ، ونفَعَ اللهُ به خَلْقًا كثيرًا؛ لنُصحِه وصِدقِ نيّتِه في التعليم، مُحتسِبًا في ذلك، مقتصِرًا في معيشتِه على فوائدَ من أصُولِ أملاكٍ كانت له، قلَّت أو كثُرَتْ، مقتصِرًا في أمورِه كلِّها، مُنقبِضًا عن الناس، مُقبِلًا على ما يَعْنيه، متخلِّقًا بأخلاقِ أفاضلِ الصّالحينَ ممّن ظَهَرت عليه آثارُ مُلازمةِ الوَرع الفاضل أبي صالح، نفَعَه اللهُ ونفَعَ به؛ توفِّي ببلدِه في حدودِ الستينَ وست مئة.
تَلا بدانِيَةَ على أبي عبد الله بن سَعِيد بالسَّبع. تَلا عليه أبو بكرٍ مفوَّزُ بن مُفوَّز، وأبو عبد الله بنُ سَعادةَ المُعمَّر، وأبو محمدٍ قاسمُ بن فِيرُّه، وكان من أهلِ المعرفة بالقراءاتِ وطُرُقِها، تصدَّر ببلدِه للإقراء، وعُرِف بالفضل والدِّين، وكان ضَريرًا، نفَعَه الله.
وذَكَرَ لي شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ -رحمَه اللهُ- أنه كان قديمًا يُعرَفُ بالغرليطشيِّ فدَرَّجَ نِسبتَه إلى: الغَرْناطشيِّ ثم إلى الغَرْناطيِّ.
رَوى عن أبي جعفرٍ ابن طلحةَ الساعِديِّ، وأبي الحَجّاج البَيّاسِيِّ، وأبي