وكان من أهل الحِفظ للفقه والذِّكْر الحاضِر للمسائل، بصيرًا بعَقْد الشّروط، مُشارِكًا في الحساب والفرائض، متحقِّقًا بالنَّحو، أديبًا شاعرًا، وَلِيَ الأحكامَ ببلدِه أحيانًا وخَطَبَ به، وكان صاحبَ الصّلاة بجامعِه، وذَكَرَ ابنُ الزُّبير أنه استُقضيَ ببلدِه؛ ومن شعرِه يصِفُ الصُّورةَ (?) ...
مَوْلدُه بين صلاتَي الظّهرِ والعصر من يوم الأربعاءِ منتصَفَ جُمادى الأولى سنةَ أربع وأربعينَ وخمس مئة، وتوفِّي ببَلَنْسِتةَ مُغرَّبًا عن وَطَنِه سحَرَ ليلةِ الخميس السادسةَ عشْرةَ من جُمادى الآخَرة عامَ سبعةٍ وعشرينَ وست مئة، ودُفن بقِبْليِّ المصَلَّى من ظاهرِ بَلَنْسِيَة.
كان من أهل العلم والتّبريزِ في العدالة، حيًّا سنةَ ثِنتينِ وخمسينَ وأربع مئة.
رَوى عن شُرَيْح.
رَوى ببلدِه عن آباءِ بكر: يحيى بن عيسى بن زُهْر، وابن عُبَيدٍ، وابنِ مالك وابن مَيْمونٍ الأَزْديِّ، وبه أو بغيِره عن أبي بكر بن زُهْر الحَفِيد، وأبي العبّاس بن خَليل، وبسَبْتةَ: عن أبي محمد بن عُبَيد الله. رَوى عنه أبو الحَسَن بن إبراهيمَ الكرنانيُّ، وأبَوا الحَجّاج: ابنُ عليّ بن زكريّا وابنُ محمد بن لُقْمان.