يتعجَّبُ من ذلك، إلى أن قال له: ويومَ أكلتُمُ الحُوتَ أخَذ أصحابُكَ في سبِّ سَلَفي والوقوع في أبوَيَّ فمنعتَهم، أكذلك كان؟ قال: نعم، فقال له القاضي: فجَزاك اللهُ خيرًا وشكَرَك على فِعلِك، مِثلُك من يفعَلُ هذا، وتَرامَى عليه يُقبِّلُ رأسَه ويقولُ له: برَرْتَ أبويَّ، فوالله لا زِلتُ أبَرُّك ما دُمتُ حيًّا، ورَفَعَ بِساطَه، فأخْرَجَ له مئةَ دينار معَ ثيابٍ رفيعة وبَغْلة فارِهة وقال له: خُذْ هذا ولْتُلازِمْ مجلسي كلَّ يوم؛ فذهبَ ابنُ عبد العظيم إلى دارِه مسرورًا. وكان القاضي بعدَ ذلك لا يقطَعُ في أمرٍ من الأمورِ إلّا بعدَ مُشاوَرتِه، وعَظُمت منزلةُ ابنِ عبد العظيم وفَخُمَ ذكْرُه واستمرَّ حالُه كذلك إلى أن توفِّي في حدودِ الأربعينَ وخمس مئة.
كان فقيهًا مُشاوَرًا. توفِّي سنةَ عشرٍ وأربع مئة.
رَوى عنه أبو الحَسَن بنُ إبراهيمَ الكرنانيُّ، وكان مُقرِئًا مجوِّدًا نَحْويًّا حاذقًا، تصَدَّر بشَرِيشَ لإقراءِ القرآن وتدريس العربيّة مُدّةً مديدة، وتوفِّي بها في حدود ثمانيةٍ وأربعينَ وست مئة.
رَوى عن القاضي أبي بكرٍ ابن العَرَبي.
كان من أهل العلم، حيًّا سنةَ ستٍّ وأربع مئة.