رَوى عن أبي محمد عبد الحقِّ بن بُونُه.
رَوى عن عمِّه أبي إسحاقَ بن إسحاقَ، وعن أبي عثمانَ سعِيد بن حَكَم وأكثَرَ عنه. تَلا عليه بَحرْف نافِع أبو محمدٍ مَوْلى أبي عُثمانَ بن حَكَم، وعليه حَفِظَ القرآن، ودرَسَ عليه الفقهَ والنَّحوَ والأدب، وأجازَ له؛ وكان فقيهًا نَحْويًّا أديبًا حسَنَ التعليم.
وتوفِّي بتونُسَ قبلَ ثلاثٍ وخمسينَ وست مئة.
رَوى عنه أبو جعفر بنُ عَمِيرةَ الشَّهيد، وكان فقيهًا حافظًا ذاكِرًا للمسائل، شووِرَ ببلدِه واستُقضيَ به، وكان أديبًا شاعرًا، قَدِمَ مَرّاكُشَ أيامَ أبي يعقوبَ بن عبد المُؤْمن وامتَدحَه بقصائدَ مطوَّلةٍ أجادَ فيها ما شاء، قال أبو جعفر بنُ عَمِيرةَ: أنشَدَني لنفسِه في لِباس ثوبٍ أخضر [من الطويل]:
وكم قائلٍ لم يدرِ وَجْدي ولَوْعتي: ... أرى لكَ في خُضْرِ الملابسِ مذهَبا
فقلتُ له: بل فاضَ دمعي صبابةً ... فعادت ثيابي من بُكائيَ طُحْلُبا
توفِّي ببلدِه سنةَ سبع وثمانينَ وخمسِ مئة.
رَحَلَ حاجًّا وسَمِع ببغدادَ من أبي بكر بن طَرْخانَ، وأبي محمد بن عُمرَ السَّمَرْقَنْديِّ وغيرِهما، وعاد إلى بلدِه، رَوى عنهُ به زاوي بنُ مُنادٍ وغيرُه.