دعَوْتُه، فقال لي: كم كلَّمتَ من الناس؟ قلت: نحوَ مئة وخمسين، فقال: يكفيهِم إن شاء الله، ثم إنه جاء إلى الموضِع الذي الطّعامُ [فيه] فجَعَلَ يُرتِّبُه ويقدِّمُ للناس، قال: فأكلَ جميعُ مَن حَضَرَ وفَضَلت منه بقيّةٌ صالحةٌ، وما أرى ذلك إلّا ببَرَكةِ تناوُله ودعائه، رحمه الله. انتَقلَ قديمًا من بلدِه لنائرةِ العدُوِّ فاستَوطنَ مدينةَ فاسَ إلى أنْ توفِّي بها بعدَ الأربعينَ وخمس مئة.
كان من أهل العلم والعدالة، حيًّا سنةَ خمسٍ وعشرينَ وأربع مئة.
رَوى عن أبي عَمْرو بن سالم. وكان حَسَنَ السَّمت فاضلَ الخُلُق، عفيفًا أديبًا ذكيًّا يَقِظًا، من بيتِ فَضل وجَلالةٍ وعِلم، وخَطَبَ أبوه بمَيُورْقَةَ.
تَلا بالسَّبع على أبي العبّاس ابن مُنذِر وأجاز له، وسَمِع أبا إسحاقَ بنَ محمد بن حِصْن وأكثَرَ عنه، وأبوَي الحَسَن: ابن هِشَام الشَّرِيشيّ -وأجاز له أيضًا (?) - وأبا القاسم أحمدَ بن محمد بن شجرةَ، وأبا محمد عبدَ الرّحمن بن عليّ الزُّهْريَّ وأجاز له. رَوى عنه أبو بكرٍ محمدُ بن يوسُفَ بن إبراهيمَ الحَرّاليّ، وكان مُقرِئًا مجوِّدًا.
رَوى عن أبي أُمَيّةَ بن عُفَيْر، وأبي محمدٍ طلحة.
رَوى عن أبي الحَسَن شُرَيْح، والمُجوِّدِ أبي العبّاس ابن النَّخّاس.