تَلا بالسَّبعِ على عمِّه أبي القاسم، ورَوى عنه وعن أبي ذَرّ بن أبي رُكَب، وأبي عبد الله بن عثمان بن يقيميس. رَوى عنه أبو عامِر يحيى بن أُبَيّ، وآباءُ القاسم: القاسمانِ: قريبُه ابنُ الطَّيْلَسان وابنُ الأصفَر، وابنُ رَبيع.
وكان من أهل المعرفة التامّةِ بالقرآن والحِفظ للُغةِ العَرَب، والتقدُّم في النَّحو، والاعتناءِ بالضَّبط والتقييد، محصِّلًا مُتقِنًا، معَ الزُّهد والصّلاحِيّة والدِّين المَتِين، تصَدَّر لإقراءِ القرآن وإسماع الحديثِ وتدريس العرَبيّة واللُّغة بجامع قُرطُبةَ الأعظم.
وتوفِّي عند غروبِ الشّمس ليلةَ الجُمُعة الحاديةَ عشْرةَ من محرَّمِ ستَّ عشْرةَ وست مئة، ودُفنَ من الغَدِ إثْرَ صلاةِ الجُمُعة بمقبُرة أُمِّ سَلَمةَ معَ سَلَفِه؛ قاله أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان، وقال أبو جعفر بن علي القُرطُبيّ: توفِّي منتصَفَ المحرَّم، وتقييدُ ابن الطَّيْلَسان أوْلى، واللهُ أعلم.
كان من أهل العِلم، عاقِدًا للشّروط، مُبرِّزًا في العدالة، حيًّا في سنة اثنتينِ وثمانينَ وأربع مئة.