ذُكِر في رَسْم أبي العبّاس (?). وكان محدِّثًا راوِيةً عَدْلًا ديِّنًا فاضلًا جميلَ العِشرة بَرًا بإخوانه كريمَ العهد وَفِيًّا.
واستُشهد، نفَعَه اللهُ، والمسلمونَ على شَرْبَطْرةَ سنةَ ثمانٍ وست مئة، وسِيق إلى إشبِيليَةَ فدُفن برَوْضة سَلَفِه منها بمقرُبة من مسجد السيِّدة، داخَلَ إشبِيليَةَ، رَجَعَها الله.
وكان سَلَفُه بشِلْبَ يُعرَفونَ فيها ببني الحَبِيب، وكانوا من رُؤسائها وأعيانِها، ثم نُقلوا عنها إلى شُبُربَ في الدّولة العامِرية، فاستَوطَنوها، فكانوا أيضًا من أعيانِها، ولقِّب بعضُهم فيها بمَشَلْيُون فسَرَى في عَقِبِه.
رَوى عن أبي بكر بن نُمَارةَ وطبقتِه، وجالَسَه أبو عبد الله ابنُ الأبّار كثيرًا واستجازَه لنفسِه فأجاز له؛ وكان فقيهًا حافظًا مُعمَّرًا.
مَولدُه ليلةَ الأحد لِثنتَيْ عشْرةَ ليلةً خَلَت من رجَبِ اثنين وأربعينَ وخمس مئة، وتوفِّي ببَلَنْسِيَّة لتسعٍ بقِينَ من ربيع الأوّل سنة ثِنتين وثلاثينَ وست مئة.