وممّا صَنَّفه بَعْدُ: "كتابه في الفتنةِ الكائنة على اللَّمْتُونيِّينَ بالأندَلُس سنةَ أربعينَ وما يليها قبلَها وبعدَها"، ومختصَرُه في كتاب سَمّاه "عِبرةَ العِبَر وعجائبَ القَدَر، في ذكْرِ الفِتن الأندَلُسيّةِ والعدويّةِ بعدَ فسادًا لدولةِ المُرابِطِيّة"، وقَفْتُ عليه بخطِّه، وصار إليّ في سَفْرتي إلى تِلِمْسينَ بفاسَ في جُمادى الأخرى تسعٍ وتسعينَ وست مئة (?).
وتوفِّي سنةَ تسع وخمسينَ وخمس مئةٍ أو نحوِها.
له رحلةٌ إلى المشرِق أخَذَ فيها بالإسكندَريّة عن أبي الطاهِر السِّلَفيِّ وأبي عبد الله بن منصورٍ الحَضْرَمي.
سَمِعَ القاضيَ أبا بكرٍ ابنَ العَرَبي وأجازَ له، وكان من بيتِ علم ونَباهة.
وأُمُّه أختُ القاضي أبي عُمرَ ابن الحَذّاء. رَوى عن خالِه أبي عُمرَ المذكور، رَوى عنه عبدُ الله بن عَوْف وأبو عبد الله بنُ أحمدَ بن سُليمان ابنُ الصَّفّار.
وكان شاعرًا مُجِيدًا مُفلِقًا، مَفْخَرةً من مفاخرِ عصرِه، متصرِّفًا في فنون من العلم، متقدِّمًا في التعاليم والفلسفة، مُبرِّزًا في فكِّ المُعَمَّى لا يكادُ يُدرَكُ