محُكما، وصنَّفَ في الطّبِّ والبَيْطَرة وصَنْعة رُكوب الخَيْل وتدبيرِ الحروب (?) وتعليم الثِّقَاف [193 ظ] والرَّمي ومن أين يؤتَى على مُنتحِل ذلك وما ينبغي أن يأخُذَ به نفْسَه، ومعرِفةِ شِيَاتِ الخَيْل ودلائلِ العَتَاقة؛ وجَمَعَ بينَ كتابَيْ أبي مَرْوانَ بن زُهْر وابنِه أبي بكرٍ في الأغذِية جَمْعًا حَسَنًا وأضافَ إليهما فَصْلَ ذكْرِ الخَواصِّ والكُلِّيّات الواقعة في "تيسير" ابن زُهْر، وألَّف غيرَ ذلك.
واستُقضيَ بغيرِ موضِع من أنظار إشبيلِيَةَ، ووَرَدَ مَرّاكُش ورأيتُه بها، وأقام فيها مُدّةً ليست بالطويلة مُتلَبّسًا بعَقْدِ الشروط، ثُم عاد إلى الأندَلُس فاستَوطَنَ لَبْلةَ بلدَ سَلَفِه إلى أن عَرَضَ له توَجُّه إلى إشبيلِيَةَ زائرًا بعضَ ذوي قَرابتِه بها، ففُقِدَ في وِجهتِه تلك فلم يُعثَرْ له على خَبَر، كذلك أخبَرني ابنُه أبو الحَكَم أحمدُ. وقال ابنُ الزُبَير: إنه فُقِد في طريقِ لَبْلةَ عندَ خروج أهل إشبيلِيَةَ منها سنةَ ستٍّ وأربعينَ وست مئة، وخبَرُ ابنِه أوْلَى بالاعتمادِ عليه، واللهُ أعلم.
رَوى عن أبيه وأعمامِه المذكورينَ في رُسوم إخوتِه وسائرِ شيوخ إخوتِه، وله رحلةٌ حَجَّ فيها، وأخَذَ بمكّةَ، كرَّمها اللهُ، عن أبي عبد الله بن أبي الصَّيف اليَمَني، وبالإسكندَريّة عن أبي الطاهِر بن عَوْف.
رَوى عنه بَنُوه وبنو إخوته، وأبو العبّاس بن فَرْتُون؛ وكان من بيتِ عليم وجَلالة، قد جَرَى تقريرُ فَضْلِه في غير موضع، وسيأتي في سواها إن شاء الله.
رَوى عن أبي الحَجّاج بن عبد الرّازِق.