وقُمْتَ بنصرِ إلهِ الورى ... فسمَّاكَ بالمَلِكِ الناصرِ
وجاهَدتَ مجُتهِدًا صابِرًا ... فللهِ دَرُّكَ من صابرِ
تَبِيتُ الملوكُ على فُرْشها ... وتَرفُلُ في الزَّرَدِ السابِري
وتؤْثرُ جاهدَ عيشِ الجهادِ ... على طِيبِ عيشِهمُ الناضرِ
وتُسْهِرُ جَفْنَكَ في حقِّ مَنْ ... سيُرضيكَ في جَفْنِك الساهرِ
فتحتَ المقدَّسَ من أرضِهِ ... فعادتْ إلى وَصْفِها الطاهرِ
وجئتَ إلى قُدْسِهِ المُرتضَى ... فخلَّصْتَهُ منْ يدِ الكافرِ
وأعلَيْتَ فيه منارَ الهدى ... وأحيَيْتَ من رَسْمِهِ الداثرِ
لكمْ ذَخَرَ اللهُ هذي الفُتوحَ ... منَ الزّمنِ الأوّلِ الغابرِ
وخَصكَ من بَعْدِ ما زُرتَهُ ... بها لاصطناعِكَ في الآخرِ
محبّتُكمْ أُلقِيَتْ في النفوسِ ... بذكرٍ لكمْ في الوَرى طائرِ
فكمْ لهمُ عندَ ذكْرِ الملوكِ ... بمثلِكَ من مَثَلٍ سائرِ
رفعتَ مَغارمَ أهلِ (?) الحجازِ ... بإنعامِكَ الشَّامِل الهامرِ [181 و]
فكمْ لكَ بالشَّرقِ من حامدٍ ... وكمْ لكَ بالغَرْبِ من شاكرِ (?)
وكمْ بالدُّعاءِ لكمْ كلَّ عامٍ ... بمكّةَ منْ مُعلنٍ جاهرِ
وكمْ بَقِيَتْ حِسبةٌ في الظَّلومِ ... وتلك الذَّخيرةُ للذاخرِ