وكان مُقرِئًا عارِفًا بالقراءاتِ ضابِطًا أحكامَها ذاكِرًا أُصُولَها وخُلْفَها، أقرَأَ القرآنَ بقُرطُبةَ دهرًا، ثُم انتَقلَ إلى شِلْبَ وأقرَأَ بها، ثم تحوَّل إلى مدينة فاسَ وأقرَأَ بها. وتوفِّي في رجبِ أربعٍ وسبعينَ وخمس مئة.
رَوى عن أبي جعفر بن عَوْن الله.
صَحِبَ أبا مَرْوانَ بنَ مسَرّةَ وأخَذ عنه، وكان من أهل الحديث منسُوبًا إلى معرِفتِه والإتقان فيه، وغَلَبَ عليه عِلمُ الطّبِّ وشُهِرَ به. أخَذ عنه أبو الحُسَين عُبَيدُ الله بن محمد المَذْحِجيّ.
رَحَلَ مُشرّقًا وأقام هنالك، ولُقّب جَمالَ الدّين؛ رَوى عنه أبو محمد عيسى بنُ سُليمانَ الرُّنْديّ، وكان محدّثًا راوِيةً مُكثِرًا متّسعَ السَّماع صحيحَه، فقيهًا شافعيُّا، شاعرًا مجُيدًا مَدَحَ المُلوكَ وحَظِيَ لديهم، وصنَّف في ما كان يَنتحلُه من العلوم، وُلد بالجزيرةِ الخَضْراء في رجَبِ ثمانٍ وثمانينَ وخمس مئة (?).