الفَحّام، وقَفَلَ إلى بلدِه، فسمِعَ منه هذا الكتابَ أبو عبد الله بن أحمدَ بن مُفرِّج الهَمْدانيّ سنةَ سبع وثلاثينَ وخمس مئة.
رَوى عن أبوَيْ بكر: ابن سُليمانَ ابن القَصِيرة، وابن عيسى ابن اللّبانة، وأبي جعفر بن سَعْدونَ الكاتب، وأبي الحُسَين بن سِرَاج، وأبي خالد بن يَشْتَغير، وأبي الطيِّب بن زَرْقُون، وأبي عبد الله بن خَلَصةَ الكاتب، وأبي عبد الرّحمن بن أحمدَ بن طاهر، وأبي عامر بن سور، وأبي محمد عبد المجيد بن عَبْدُون، وأبي الوليد إسماعيلَ بن حَجّاج، وأبي [....] (?) ابن دُريْد الكاتب.
رَوى عنه أبو عبد الله بن عُبَيد الله بن العَوِيص. وكان كاتبًا بارِعًا فصيحًا بليغًا ذا حظٍّ صالح من قَرْض الشِّعر، وله مصنَّفاتٌ منها: "قلائدُ العِقْيان" و"مَطْمَح الأنفُس"، و"حديقةُ المآثِر"، وترسيلُه مُدوَّن.
وقَصَدَ يومًا إلى مجلس قضاءِ أبي الفَضْل مُخمَرًا، فتنسَّم بعضُ حُضورِ المجلس منه رائحةَ الخمر فأُعْلِمَ القاضي بذلك، فأمَرَ به فاستَثْبَتَ في استنكاهِه وحَدَّه حَدًّا تامًّا وبَعَثَ إليه، بعدَ أن أقام عليه الحدّ، ثمانيةَ دنانيرَ وعِمامة؛ فقال الفَتْحُ حينَئذٍ لبعض أصحابِه: عزَمتُ على إسقاطِ اسم القاضي أبي الفضل من كتابي الموسَم بـ "قلائدِ العِقْيان"، قال: فقلتُ له: لا تفعَلْ، وهي نصيحةٌ، فقال لي: وكيف ذلك؟ قال: فقلتُ له: قصّتُك معَه من الجائزِ أن تُنسَى، وأنت تريدُ أن تُخلِّدَها مؤرَّخةً! فقال لي: وكيف؟ قال: فقلتُ له: [160 ظ] كلُّ من نَظَرَ في