أبي العلاءِ صاعدِ بن الحَسَن. وقَدِمَ الأندَلُس فرَوى عن أبي عُمرَ بن عبد البَرّ، وصَحِبَ أبا الفُتُوح ثابتًا الجُرْجانيَّ وأكثَرَ عنه، رَوى عن أبي الوليد الباجِي.
رَوى عنه أبو الأصبَغ بنُ شَفِيع، وأبو بكرٍ يحيى ابنُ الفَرَضيّ، وأبو الحَسَن عبدُ الرّحمن بن أفلَحَ القَلَبَّق.
وكان مُقرِئًا محدِّثًا، ذا عنايةٍ بالعربيّة والآداب، درَّس ذلك طويلًا.
قال أبو الحَسَن عبدُ الرّحمن بن أفلَحَ المذكورُ: أجاز لي جميعَ رواياتِه، ثم سألتُه عن سنِّه ومَوْلدِه وبلدِه فقال: وُلدتُ سنةَ ثلاث وتسعينَ وثلاث مئةٍ في جزيرة مَيُورْقَةَ بقريةِ أبي التي يقال لها: يُلْيَرُ، ثم توفِّي أبي ورَجَعتُ مع أُمِّي إلى قرية والدِها التي يقال لها: قَطِين، وأقَمتُ بها إلى سنة سبع وأربع مئة، ثم ارتَحلتُ إلى حاضرةِ مَيُورْقةَ لطلبِ العلم فنُسِبتُ إلى قَطِينَ قريةِ أُمِّي، وهذا أمرٌ لم يسأَلْني عنه أحدٌ غيرُك ولا أخبَرتُ به أحدًا سواك. وتوفِّي في اليوم الثاني عَشَر من رَمَضانِ خمس وستينَ وأربع مئة، وقيل: سنةَ ستٍّ وستينَ، والأوّل الصّحيح.
رَوى عن أبوَي الحَسَن: محمد بن الوَزّان ويونُس بن مُغيث.
رَوى عنه أبو عبد الله ابنُ الخَبّاز البُنَاني، وكان مُكتِّبًا صالحًا فاضلًا.
وهُو وَلَدُ الأستاذِ أبي القاسم الشّرّاط. تَلا بالسَّبع على أبيه، وأبي بكر بن خَيْر، وسَمِعَ منهما ومن أبي القاسم ابن بَشْكُوال وأكثَرَ عنهم، وأبي إسحاقَ بن