عَليٌّ على عَلْيا علَيَّ عُلًا عَلا ... فجَلَّ عن الأشباهِ والشِّركِ والوِزْرِ
فيا مَنْ تَعالَى في عُلوِّ سَمائهِ ... ويا عالمَ النَّجوى ويا كاشفَ الضُّرِّ
عيسى (?) ابنُ عُقَابٍ من عِقَابكَ أنجِهِ ... وعطفًا على أُستاذِهِ الحُصُريِ الفِهْرِي
أنشدتُها على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْني، قال: حدَّثني بها أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان، قال: أنشَدَنيها أبو الأصبَغ عيسى بنُ محمد بن عيسى بن عبد الرّحمن بن عُقَاب بمسجدِ أُمِّ مُعاويةَ من قُرطُبة، قال: أنشَدَني أبي محمدُ بن عيسى، قال: أنشَدَني أبي عيسى، قال: كتَبَ لي بهذه الإجازة المنظومة عندَ إكمالي عليه القرآنَ بالقراءات السَّبع في خَتْمة، وأنشَدَنيها المُقرئُ الإمامُ أبو الحَسَن عليُّ بن عبد الغَنيّ الفِهْري الحُصْريُّ رحمه الله.
رَوى عنه ابنُه أبو عبد الله، وكان مُقرِئًا مجوِّدًا، أقرَأَ القرآنَ طويلًا بجامع قُرطُبة، وأتَى يومًا إلى مِصطَبةِ إقرائه فأخَذ يَتنفَّلُ، فلمّا رفَعَ رأسَه من سجودِه وأراد النهوضَ إلى القيام عَثَرَ في ثوبِه فسقَطَ إلى الأرض ميِّتًا، نفَعَه الله.
رَوى عن أبي عُمرَ أحمدَ بن حُسَين، وأبي المُطَرِّف عبد الرّحمن بن محمد بن أحمدَ بن هِشَام. وكان أديبًا حافظًا، وله شرْحٌ جيِّد في قصيدة أبي مَرْوانَ الجَزِيري في السُّنّة والحِكَم والوَصَايا والأمثال (?)، وكان بعدَ الأربعينَ وأربع مئة.