وكان أديبًا تأريخيًّا حافظًا متمكِّنَ الإشراف على أخبارِ الناس قديمًا وحديثًا، وهو الذي صنَّفَ لأبي الحَزْم جَهْوَر بن محمد بن جَهْوَر "الكتابَ الفَريد (?) في المكارِم والجُود" وقَفْتُ على نُسخةٍ منه بخطِّه النَّبيل، فَرَغَ من نَسْخِها يومَ المِهْرَجان الكائنِ في ربيع الأوّل سنةَ ثمانٍ وسبعينَ وثلاث مئة (?).
رَوى عن أبيه أبي بكرٍ، وكان عالمًا بالآداب، تأريخيًّا ذاكرًا للأخبار، وألَّفَ للمُستنصِر تاريخًا مُمتِعًا، وللمنصور بن أبي عامرٍ كتابًا "في الوُزَراءِ والوِزارة"، وكتابًا "في الحُجَّاب". وتوفِّي في شعبانِ تسع وسبعينَ وثلاث مئة، وقيل: إنهُ [148 ظ] أدرَكَ خلافةَ بني حَمُّود.
رَحَلَ مُشرِّقًا، ورَوى بمكّة، شرَّفَها اللهُ، عن أبي بكرٍ عبد الله بن عِقَال الصِّقِلِّي سنةَ عشْرٍ وأربع مئة. رَوى عنه خَلَف بن سيِّد.