رَحَلَ وحَجَّ، ورَوى بالإسكندَريّة عن أبي الطاهِر السِّلَفيّ وعاد إلى بلدِه.
تَلا على أبي عَمْرٍو عَيّاش بن الطُّفَيْل وابن بُرّال، ورَوى الحديثَ عن أبوَيْ عبد الله: ابن حَسَن بن مُجبر وابن خَلْفونَ، وأبي محمد بن حَوْطِ الله، وتفَقَّه بأبي عبد الله بن زَرْقُون ثم بابنِه أبي الحُسَين، وأبوَيْ محمد: الشَّلْطِيشيِّ وعبدِ الكبير، وأخَذ العدَدَ والفرائضَ عنِ الشَّقّاق.
رَوى عنه أبو إسحاقَ بنُ محمد البِلِّفيقيُّ نَزيلُ سَبْتةَ، وأبو بكر بنُ سيِّدِ الناس (?) وأبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ شيخُنا.
وكان [132 ظ] ظاهِريَّ المذهب، منقبِضًا عن أبناءِ الدُّنيا متقلِّلًا منها، عاكفًا على الاستفادةِ مقيِّدًا، مجتهِدًا في أعمالِ البِرِّ خِيِّرًا زاهدًا وَرِعًا، مُنقطِعًا إلى الله تعالى، ملتزِمًا إقراءَ كتابَ الله تعالى وإكتابَه، واحدَ زَمانِه صلاحًا وسَلامةَ باطن، واختَصَر "صحيحَ مسلم" (?) اختصارًا حَسَنًا، وأضافَ إليه زياداتِ البُخاريِّ في "صحيحِه"، وكان اختصارُه إيّاه بإشارةِ شيخِه أبي محمد بن حَوْطِ الله وإمدادِه إيّاهُ فيه بفَضْل معرِفتِه، فجاء من أنبَل المختصَرات وأتقَنِها.
أخبَرَنا شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ (?) رحمه الله، قراءةً عليه، قال: قال لي شيخُنا أبو محمدٍ الشَّلْطِيشي، وقد جَرَى ذكْرُه -يعني أبا عليّ الزَّبّارَ- في هذا: إنّ