تَلا بالسَّبع على أبي بكرٍ عَتِيق بن محمد بن عبد الحميد وأبي حَفْص بن أبي الفَتْح، ورَوى عن أبوَيْ بكر: ابن بَرُنْجال وابن الحَنّاط، وأبي العبّاس بن عيسى، وتفَقَّه بهم، وأبي بكر بن أسوَدَ وأبي الوليد يونُسَ بن بنج. وأخَذ اللُّغاتِ والآدابَ عن أبي بكرِ اللّباتيِّ وأبوَيْ عبد الله: ابن أبي الخِصَال وابن عَمّار المَيُورْقيّ، وأبي محمد عبد العزيز بن عثمانَ ابن الصَّيْقَل، وأنشَدَ عن أعرابيٍّ لنفسِه. وأجازَ له أبو عبد الله المازَرِيّ.
رَوى عنه ابنُه أحمد؛ وكان فقيهًا حافظًا للمسائل، صَدْرًا في أهل [130 ظ] الشُّورى، دَرِبًا بالفُتْيا، بَصيرًا بعَقْد الشّروط، أديبًا بارِعًا متقدِّمًا، نَحْويًّا محقِّقًا لُغَويًا ذاكرًا، طيِّبَ المحادثة ذا حظٍّ من قَرْض الشِّعر، وَليَ الأحكامَ ببيرانَ (?) مُدّةً طويلة وأفتَى طُولَ عُمُرِه.
مولدُه لثلاثَ عشْرةَ ليلةً خَلَتْ من صَفَرِ اثنينِ وثمانينَ وأربع مئة، وتوفِّي في آخِر سنةِ ثِنْتَيْنِ وأوّل سنة ثلاثٍ وستينَ وخمس مئة؛ قاله أبو عُمرَ بنُ عَيّاد؛ وقال سُفيان: توفِّي سنةَ تسع وخمسينَ؛ فاللهُ أعلم منِ المُصيبُ منهما.