أخَذ العَدَدَ عن أبي عبد الله البلاليّ، والهندسةَ عن أبي محمد الخَوْلانيِّ الجُمَيِّل، والطِّبَّ عن أبي العبّاس البِطْبِط.
وكان عَدَديًّا ماهِرًا مُهندِسًا حاذِقًا طبيبًا بارِعًا فائقًا في ذلك كلِّه موفَّقَ العلاج، سديدَ الرأي في تعرُّفِ العلاج (?) ومداواتِه، متعرِّضًا لذلك مقصودًا فيه، ولم يزَلْ مُعظَمَ عُمرِه شديدَ الضَّنانة لِما كان عندَه من المعارف، شَرِسَ الخُلُق عندَ التعلُّم متعزِّزًا على المتعلِّمين لا يُتلمذُ له أحدٌ عزَّ أوهان إلّا واقفًا أسفلَ دُكّانِه الذي تصَدَّى فيه للفتاوَى الطِّبِّية، ثم سَمَحَ بأخَرةٍ لبعضِ الطَّلَبة وأسعَفَهم بالجلوس لإقرائهم في مسجدٍ يقرُبُ من موضعِه، فاغتُنِمَ ذلك منه وأُخِذ في تلك الحال عنه.
وُلد ببَلَنْسِيَةَ سنةَ سبع وتسعينَ وخمس مئة، وتوفِّي بسَبْتةَ [....] (?) سبعينَ وست مئة، وتخَلَّف من الكُتب فيما كان ينتحلُه من المعارفِ ما لا نَظيرَ له كثرةً وجَوْدة [129 ظ].
كان من أهل العلم، حيًّا سنةَ سبع وتسعينَ وخمس مئة.
رَوى عن أبي مَرْوانَ بن مسَرّةَ.