رَوى عن أبوَيِ الحَسَن: ابن سَعْدِ الخَيْر وابن النِّعمة، وأبي عبد الله بن حَمِيدٍ، وتأدَّبَ به في "كتاب سِيبَوَيْه". أخَذ عنه أخوه صَغيرُه أبو الحَجّاج؛ وكان نَحْويًّا أديبًا مائلًا إلى طريقة التصوُّف مؤْثِرًا للقناعة، موصُوفًا بالفَضْل والصّلاح.
مولدُه سنةَ ثلاثينَ وخمس مئة، واستُشهِدَ في الكائنة على أهل بَلَنْسِيَةَ، يومَ الخميس مُستهلَّ رجبِ ثمانٍ وستينَ وخمس مئة.
رَوى عن أبي الحَجّاج ابن الشَّيخ، وأبي الحُسَين عُبَيد الله بن قُزْمانَ، وأبي عليّ الرُّنْديّ، وأبي محمدٍ ابن القُرطُبي.
وكتَبَ إليه مُجيزًا من أهل المشرِق أبو تُرابٍ يحيى بنُ إبراهيمَ بن محمد البغداديُّ، وأبو الطاهر الخُشُوعي وَجماعة تقدَّم ذكْرُهم في رَسْم أحمدَ بن عليّ الهوّاريِّ السَّبْتي. حدَّثنا عنه شيخانا: أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ وأبو عبد الله بن عَيّاش الخَزْرَجيّ.
وكان مُقرئًا نَحويًّا أديبًا مُمتِعَ المجالَسة ذاكِرًا للآدابِ متينَ الدِّين خيِّرًا مشهورَ الصّلاح، أقرَأَ طويلًا برُنَدةَ ثم بمالَقةَ إلى أن توفِّي بها لثِنْتَيْ عشْرةَ ليلةً بقِيَتْ من ذي قَعدةِ تسع وثلاثينَ وست مئة، ودُفنَ بمقبرُة باب قنترالة بمقرُبة من الشّريعة، ومَوْلدُه يومَ عيد الأضحى سنةَ ثلاث وسبعينَ وخمس مئة.