وُلد لليلةٍ بقِيَتْ من شوّالِ ستٍّ وثلاثينَ وخمس مئة بقُرطُبة، وتوفِّي بها ليلةَ الاثنين الثانيةَ عشْرةَ من صَفَرِ ستَّ عشْرةَ وست مئة، ودُفن يومَ الاثنين بمقبُرة أُمِّ سَلَمةَ وبمقرُبةِ قبرِ هارونَ بن سالم الزاهد.
تَلا بالسَّبع على أبي [48 و] الحَسَن شُرَيْح، وسَمِعَ الحديثَ عليه، ورَوى عن أبوَيْ بكر: ابن طاهر وابن العَرَبي، وأبي الحَسَن بن محمد بن مُسَلَّم الأديب، وأبي الطاهِر التَّميمي، وأبي الفَضل ابن الأعلم، وأجاز له أبو بكر بنُ فَنْدِلَة وأبو الحَجّاج القُضَاعي.
رَوى عنه أبوا بكر: ابنُ الغَزَال وابن خَليفةَ وأبو الحَسَن ابنُ الفَخّار، وابنا حَوْطِ الله، وأبو العبّاس بن عبد المؤمن، وأبو عليّ ابنُ الشَّلَوبِين وأبو عَمْرو بن محمد بن غِيَاث. وكان معتنيًا بالقراءات مجوِّدًا لها، وافرَ الحظِّ من الآداب، حافظًا للتاريخ والنّسَب، متقدِّمًا في علم العربيّة، عاقدًا للشّروطِ ضابطًا لها، واستُقضيَ بشَرِيشَ فتقلَّد القضاءَ مُكرَهًا (?). وكان من أفاضل قُضاة زمنه صَدْعًا للحقِّ في