رَوى عنه أبو الرَّبيع بنُ سالم، وأبَوا عبد الله: ابنُ حُسَين بن عبد الله بن عُمر وابن عَيّاد وأبو عُمر بن عَيّاد، وكان مُقرِئًا مجوِّدًا ضابطًا محقِّقًا، تاريخيًّا ذاكرًا ملوكَ بلدِه وقُضاتَه وعُلماءه، فقيهًا حافظًا، عاقدًا للشّروط بَصيرَا بالأحكام جيِّدَ الدُّرْبة فيها، تردَّد في الكثير من كُوَرِ بَلَنْسِيَةَ وأقرَأَ فيها واستَوطَنَ لُرِيَّة، ثُم رَحَلَ عنها حاجًّا سنةَ إحدى وثلاثينَ وخمس مئة، فكاد يَغرَقُ في ركوبِه البحرَ، فعاد إليها واستقَرَّ بها واستُقضيَ فيها وفي جزيرة شُقْر. وُلد بسَرَقُسْطةَ أوّلَ يوم من شعبانَ سنةَ سَبْع وثمانينَ وأربع مئة وتوفِّي بلُرِيَّة منتصفَ ذي قَعْدةِ سبعِ وسبعينَ وخمس مئة، وصَلّى عليه الأستاذُ أبو زكريّا بنُ أبي إسحاق.
رَوى عن أبي عليّ الصَّدَفي.
رَوى عن أبي عليّ بن الشَّلَوبِين. وكان حافظَا لفُروع المذهبِ المالكيِّ ذاكِرًا لمسائلِه، حاذِقَا في النَّحو متحقِّقًا به، دَمِثًا عاقلًا يعيشُ من بضاعةٍ له يُديرُها في تجارة كان شديدَ الاحتياط فيها والتحرُّزِ من مُواقَعة خَلَل يَدخُلُ عليه بسببِها، وتوفِّي بسَبْتة.