قال الواقدى: وقال رجل من بنى سعد بن هزيم، جئت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو جالس بتبوك، فى نفر من أصحابه، وهو سابعهم، فوقفت فسلمت، فقال: اجلس، فقلت: يا رسول اللَّه، أشهد أن لا اله إلا اللَّه، وإنك رسول اللَّه، قال: أفلح وجهك، ثم قال: يا بلال: أطعمنا، قال: فبسط بلال نطعا، ثم جعل يخرج ما حميت له، فأخرج خرجات بيده من تمر معجون بالسمن، والاقط، ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كلوا فأكلنا، حتى شبعنا فقلت: يا رسول اللَّه إن كنت لأكل هذا وحدى، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: الكافر يأكل فى سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل فى معى واحد، قال: ثم جئته من الغد، متحينا لغدائه لأزداد فى الاسلام يقينا، فإذا عشرة نفر حوله، قال: فقال: هات يا بلال قال: فجعل يخرج من جراب تمرا بكفه قبضة، قبضة فقال أخرج، ولا تخف من ذى العرش إقتارا، فجاء بالجراب، فنثره قال: فحرزته مدين، قال: فوضع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يده على التمرة، ثم قال: كلوا باسم اللَّه، فأكل القوم، أكلت معهم، وكنت صاحب تمر، قال: فأكلت حتى ما أجد له مسلكا قال: وبقى على النطع مثل الذى جاء به بلال، كأنا لم نأكل منه تمرة واحدة، قال: ثم عدت من الغد، قال: وعاد نفر، حتى باتوا، وكانوا عشرة، أو يزيدون رجلا، أو رجلين فقال: يا بلال أطعمنا، فجاء بذلك الجراب بعينه، اعرفه، فنثره، ووضع