ببنائنا، الى الرفق بالمسلمين، والمنفعة، والتوسعة، على أهل الضعف والعلة، ومن عجز عن المسير الى مسجد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للصلاة فيه، وتلك هي الفعلة الحسنة {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} فى حلفهم ذلك، قيلهم ما بنيناه إلا ونحن نريد الحسنى، ولكنهم بنوه يريدون ببنائه السوأى، ضرارا لمسجد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كفرا باللَّه، وتفريقا بين المؤمنين، وارصادا لأبى عامر الفاسق (?).
قال أبو جعفر:
حدثنى المثنى، قال: ثنا عبد اللَّه، قال: ثنى معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا} وهم أناس من الانصار ابتنوا مسجدا، فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجدكم، واستعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح، فاني ذاهب الى قيصر ملك الروم، فآتى بجند من الروم، فأخرج محمدا وأصحابه، فلما فرغوا من مسجدهم، أتوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: قد فرغنا من بناء مسجدنا، فنحب أن تصلى فيه، وتدعو لنا بالبركة، فأنزل اللَّه فيه {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ