قال اللَّه تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} التوبة: 106.
قال أبو جعفر: مفسرا لهذه الآية:
قال اللَّه تعالى ذكره: ومن هؤلاء المتخلفين منكم حين شخصتم لعدوكم أيها المؤمنون، آخرون، ورفع قوله آخرون عطفا على قوله: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وآخرون مرجون: يعنى مرجئون لامر اللَّه تعالى: وقضائه، يقال منه: ارجأته، ارجئه ارجاء، وهو مرجأ بالهمز، وترك الهمز وهما لغتان معناهما واحد، وقد قرأت القراء بهما جميعا. وقيل: عنى بهذه الآية هؤلاء الاخرين من نفر ممن تخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة تبوك، فندموا على ما فعلوا، ولم يعتذروا الى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند مقدمه، ولم يوثقوا أنفسهم بالسوارى، فأرجأ اللَّه أمرهم الى أن صحت توبتهم، فتاب عليهم، وعفا عنهم (?).