قال أبو جعفر، وقال آخرون: كانوا ستة، أحدهم أبو لبابة، وذكر من قال ذلك حدثنى محمد بن سعد، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ}. . . الى قوله {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وذلك أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - غزا غزوة تبوك، فتخلف أبو لبابة وخمسة معه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم أن أبا لبابة ورجلين معه تفكروا وندموا، وأيقنوا بالهلكة، وقالوا: نكون فى الكن والطمأنينة مع النساء، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والمؤمنون معه فى الجهاد، واللَّه لنوثقن أنفسنا بالسوارى، فلا نطلقها حتى يكون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو يطلقنا ويعذرنا، فانطلق أبو لبابة وأوثق نفسه ورجلان معه بسوارى المسجد، وبقي ثلاثة نفر لم يوثقوا أنفسهم، فرجع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من غزوته، وكان طريقه فى المسجد، فمر عليهم فقال: من هؤلاء الموثقون أنفسهم بالسواري؟ فقالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له، تخلفوا عنك تعاهدوا اللَّه