قال اللَّه تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التوبة: 102.
قال أبو جعفر:
يقول اللَّه تعالى ذكره: ومن أهل المدينة منافقون مردوا على النفاق، ومنهم آخرون اعترفوا بذنوبهم، يقول: اقروا بذنوبهم، خلطوا عملا صالحا، يعنى جل ثناءه بالعمل الصالح الذى خلطوه بالعمل السيء: اعترافهم بذنوبهم وتوبتهم منها، والآخر السيء هو تخلفهم عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما خرج غازيا الى تبوك وحين تركهم الجهاد مع المسلمين.
ثم قال أبو جعفر وقد اختلف أهل التأويل فى المعنى بهذه الآية، والسبب الذى من أجله انزلت فيه، فقال بعضهم: نزلت فى عشرة أنفس كانوا تخلفوا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة تبوك، منهم أبو لبابة، فربط سبعة منهم أنفسهم الى السوارى عند مقدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، توبة منهم من ذنبهم (?).