الذخيرة - ولعلها أن تكون أهم مصدر من مصادر الأدب الأندلسي - دون أن تيسر للقراء والدارسين، أحس أن إخراجها على هذا النحو خير من التمادي في تأخير احتجابها حتى تكتمل جميع الوسائل.
ولقد كان العبء في هذا القسم - كما كان في القسمين: الأول والثالث - يستنزف موفر الطاقة، ومذخور الجهد، فالذخيرة لا يمثل نصاً سهلاً، يتفق كل الناس على قراءته - وبخاصة للتباعد بين المخطوطات - ولا يمكن الإسراف فيه في ناحية على حساب ناحية أخرى؛ بل لابد من الموازنة بين الشرح والتعليق والتخريج وترجيح القراءات، والاقتصار على الضروري، مع مراعاة الربط بين الذخيرة والمصادر الأندلسية (وأحياناً غير الأندلسية) الأخرى. وقد تلقيت العون في تحقيق هذا القسم من اثنين يستحقان كل شكري وتقديري وهما الدكتور وداد القاضي التي لم تأل جهداً في تدقيق الملازم الطباعية، وتوجيه بعض القراءات التي أعياني أمرها، والإشراف على الفهارس المفصلة الدقيقة، والدكتور ألبير مطلق، الذي بذل جهداً طيباً في معاونتي على مقارنة النسخ، والتضحية بوقته في تقديم كل ما يعين على إنجاز القسم.
فإليهما مرة أخرى، تقدير عارف بمدى ما بذلاه من جهد مخلص، والله يوفقنا جميعاً إلى ما فيه الخير.
بيروت في أيلول (سبتمبر) 1977 إحسان عباس