@ذكر الفتنة الأولى بقرطبة

لما انقضت دولة آل عامر ... قام بها المهدي من آل الناصر

وقال عن هشام المؤيد ... بأنه قد صار رهن الملحد

وإنما أخبرهم بباطله ... والمرء لا يسطيع قتل قاتله

فجاءه البربر في حفل الجنود ... مع ابن عمه المسمى بالرشيد

فظفر المهدي بابن عمه ... وكان ذاك زائداً في غمه

في طالع ينظر منه كيوان ... فجاءه البربر مع سليمان

فوقعت بينهم حروب ... لاح له من بينها الهروب

فأظلمت في عصره الآفاق ... وعمها الشقاق والنفاق

فانصرف الملك إلى يديه ... فهجموا من بعد ذا عليه

وطوقوه بشبا المهند ... بين يدي هشام المؤيد

فسلم الأمر لسليمانه ... وهشموا هشام في أكفانه

فلم يزل فيهم سليمان يلي ... حتى انبرى له ابن حمود علي

فاغتاله الصقلب في الحمام ... وجرعوه أكؤس الحمام

ثم انقضى عصر بني حمود ... والحرب والفتنة في مزيد

وظهر المستظهر المرواني ... وشعره من أحسن المعاني

وقتلوه بعد ذاك صبرا ... من بعد ما قد قلدوه الأمرا

فبايعوا للناصر المستكفي ... بعد خطوب طال فيها وصفي

ففر عنها ثم عاد المعتلي ... بالله يحيى نجل حمود علي

ثم أتى من بعده المعتد ... والحرب في أقطارها تشتد

فنقموا استخلاصه للحائك ... وزيره فخر أي هالك

وخلعوا معتدهم هشاما ... وسجنوه عندهم أعواما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015