لأعلم أنه لم يتلق وارد حمامها تلقي الغافل الفارغ، بل سلم للقضاء، وأفضى إلى الدعاء، فلا معنى لتذكيره الصبر ومنه يستفاد، وتبصيره الأجر وعنه يستزاد. ولما كانت التعازي على الأعصر الخالية من العوائد الجارية، كتبت رقعتي هذه، فإن لم تكن تبصيراً، كانت مطالعة وتذكيراً.
وله في فصل في صفة وراق: وأما أبو فلان فإنه يقلب من المعاش كفاً صفراً، ويستدر من شرعه مقداراً نزراً، بخطوط غير منصرمة، ونقط غير منقسمة، وشكل تشكل الحظ عن الإتيان، وتطلق رجل الفاقة والحرمان، فقبحن من خطوط تحط الحظوظ، ونقط تثير القنط، وشكل تبعث الكسل؛ وقبح من رزق يحرم سلمه بجليل الأفهام، [ويخبط بدقيق الكلام] ويعضد برقيق الأقلام؛ ثم يفضي خايطه لحظ نزر، غير جليل ولا ثر.
@وهذه جملة من شعره
قال في النسيب على مذهب أهل أفقنا في لباس البياض على المتوفى:
قالت وقد نظرت فروعها ... شيب على فودي منتشر
ما شأن تلك البيض، قلت لها ... مات الشباب فبيض الشعر