وإذا تأملت الثغو ... ر وما لناظمهن ناثر
أبصرت دراً يغتذي ... خمراً وما للخمر عاصر
وإذا تأملت الما ... جر تحتها دعج المحاجر
خلت المنية أقبلت ... من جيش صقلب والبرابر وذكرت بهذا البيت الأخير وإن لم يكن في معناه قول بعض أهل عصرنا:
بي شادن خده كالصبح منبلج ... وصدغه كسواد الليل يلعب بي
كالزنج حلت بأرض العرب فاصطلحت ... فما بقائي بين الزنج والعرب -! نظر في هذا إلى ما أنشده الثعالبي لبعض أهل عصرنا:
سواد صدغين من كفرٍ يقابله ... بياض خدين من عدلٍ وتوحيد
قد حلت الروم أرض الزنج فاصطلحا ... فويح نفسي بين البيض والسود! وقال السميسر:
لما أبى عن وصالي ... وأضرم القلب نارا
ولم أجد لي عزاءً ... دعوت ربي انتصارا
وقلت: يا رب أنبت ... بعارضيه عذارا
فكان ذاك ولكن ... زاد الفؤاد استعارا
إذ صار صبحاً وليلاً ... وكان قبل نهارا