نسبته منها فهذي وذا ... تحت الذي حد له يجري
من كان مخلوقاً من الأرض إذ ... ركب لم يطلع على السر
حتى ترى الجثة مطروحةً ... والنفس في عالمها تسري
فعندها يأمن ما يتقي ... وعندها يعلم بالأمر
هذا على مذهبنا ثم قد ... قيلت مقالات ولا أدري
لقد نشبنا في الحياة التي ... توردنا في ظلمة القبر
يا ليتنا لم نك من آدم ... أورطنا في شبه الأسر
إن كان قد أخرجه ذنبه ... فما لنا نشرك في الأمر -! والسميسر في هذا الكلام ممن أخذ الغلو بالتقليد، ونادى الحكمة من مكان بعيد، صرح عن عمى بصيرته، ونشر سريرته، في غير معنى بديع، ولا لفظ مطبوع، ولعله أراد أن يتبع أبا العلاء، [فيما كان ينظمه من سخيف الآراء] ، ويا بعد ما بين النجوم والحصباء، وهبه ساواه في قصر باعه، وضيق ذراعه، أين هو من حسن إبداعه، ولطف اختراعه -
وقال السميسر:
أصاب الزمان بني عامر ... وكان الزمان بهم يفخر
فعاد نهارهم مظلماً ... وليلهم بعد لا يقمر
وأيامهم بعد لا تزدهي ... وصبحهم ظل لا يسفر
أماتهم الدهر قبل المنون ... فهم ميتون ولم يقبروا