أما ترى الدهر كيف جاد لنا ... بيوم أنس ساعاته جدد
ورد جني وروضة تركت ... بوفرها والمياه تطرد
فقل لأن الحسان تقتلني ... ولا عليها دم ولا قود
واشرب كشربي على محبة من ... في صوتها العذب طائر غرد ومالت الشمس هناك إلى الغروب، وأحدثت شعاعاً في تلك الروضة، وعلا خرير الماء ببرد العشي، فقال أيضاً:
إذا الشمس مالت للغروب رأيتني ... أميل بأثقال الهوى فأميل
تذكرني أوصاف من عرض الهوى ... علي فلما همت ظل يحول
خليلي وجدي فوق ما تبصرانه ... فهل لي إلى السلوان عنه سبيل
خذا رحمة من بعض ما بي من الهوى ... فإن الهوى حمل علي ثقيل قال: واجتمعنا يوماً بمجلس أنس، وكتبنا إلى أبي بكر عبادة، وقد كان تاب عن الشراب ويساعد في النبيذ:
نبيذك المحكم يدعوكا ... مستشعراً شوقاً إلى فيكا
فامنن بإقبال وإلا مضى ... جميعنا دمت لنا ديكا فراجعنا بقوله وجاء لوقته:
قصدي بود ليس مشكوكا ... فيه وعهد ليس متروكا
من حق ناديكم على شاكر ... غدا لكم صنواً ومملوكا
وكيف صبري عن ندي أرى ... فيه دم الكرمة مسفوكا