[الموت يخبر عن مرارة كأسه ... والكأس ملأى لم يدرها ساق]

هلا تواصينا بصورة حالنا ... والنفس ترقى في لهى وتراق -

يا آمل الدنيا لباقي عمره ... أقصر فما أمل عليها بطلاق

معشوقة الحركات إلا أنها ... أفعى تدب لأعشق العشاق

كم أودت الدنيا بغض شبيبة ... كالغصن ماس بناضر الأوراق

وموقر لبس المشيب جلالة ... بحر لباغي العلم عذب مذاق

طرقته أحداث المنون فأطرقت ... منه الفضائل أيما إطراق

لو كان يبقي الموت حبراً عالماً ... لوقى الحمام أبا علي واق

ما أنصفت عقباك يا طلق الردى ... أرديت عالمنا على الإطلاق

ولى حسين والمحامد بعده ... كيلا تقاسي جاحم الأشواق

أسفي لرية كنت عقد جمالها ... فابتز ذاك العقد دون وفاق

تزدان منك بحسن ما قد طوقت ... زين الحمام الورق بالأطواق

علم أعين بفضل حلم راجح ... أخذ الأمان له من الإخلاق

وصباحة وسماحة قسمت له ... رزقاً تبارك قاسم الأرزاق

ومن الغريب غروب شمس في الثرى ... وضياؤها باق على الآفاق

أبقيت في الدنيا مآثر ثرة ... تبلى حلى الأيام وهي بواق

قد كان مجلسك المبارك موسماً ... فأقام أوحش من غداة فراق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015