أحول ببعضي فوق بعضي كأنني ... ببعضي لبعض كالنجائب والركب
فخذ بزمام الشوق مني تعطفاً ... إليك ولا تسلم زمامي إلى لبي
لعلي أسقى ثم أسقاه دائماً ... رحيقاً بكف العقل من جوهر الحب ويجانس هذا رقعة مرت بي في بعض التعاليق لرجل ناسك من أهل سرقسطة كتب بها مداعباً لصديق، كتب إليه: ليت شعري يا أخي ما الشراب الذي تشربه [وتستعمله] ، فتحمر عنه وجناتك، وتنشط إلى سعيك حركاتك؛ بياضك أبداً مشرب بحمرة، كأنك مدمن خمرة، وأنت في كل حال طروب لعوب، غير عبوس ولا قطوب، لا يظهر عليك هم، ولا يخامرك غم؛ فلو وصفت لي صفة غدائك وشرابك، رجوت التأهب بإهابك، والتخلق بأخلاقك وآدابك.
فأجابه الزاهد:
خذ كمأة الليل في جام من السهر ... واسكب عليه دموع العين بالسحر
وامزجه بالحوف مزجاً ناعماً أبداً ... وقم على قدم الإيراد والصدر
واجعل من الشوق مخواصاً لساكبه ... ليستوي لك منه الصفو بالكدر
واشربه مصطبراً بالله وأرض بما ... يجري عليك من الأحكام في القدر
واغسل بباقيه وجهاً لا حياء به ... ألقت عليه المعاصي حمأة الغير