الصدور، ويتشوف السرور، ويذعن المنظوم والمنثور، ألا ترى ما آنق استعاراته، وأرشق إشاراته، وأقدره على الإتيان بالتشبيه دون أداته، وكذلك طبعه في سائر مقطعاته.
على أن أشعار العلماء على قديم الدهر وحديثه بينه التكلف، وشعرهم الذي روي لهم ضعيف، حاشا طائفة، منهم خلف الأحمر، فإن له ما يستندر، وقطرب له أيضاً ما يستغرب، كقوله وقد رويت لغيره:
إن كنت لست معي فالذكر منك معي ... يرعاك قلبي وإن غيبت عن بصري
فالعين تبصر من تهوى وتفقده ... وناظر القلب لا يخلو من النظر والخليل بن احمد، له أيضاً بعض ما يحمد، ومؤرج السدوسي، وابن دريد من الشعراء العلماء؛ وكذلك من علماء البصرة أبو محمد اليزيدي وبنوه، وهو القائل في حمويه ابن أخت الحسن الحاجب:
إن فخر الناس بآبائهم ... أتيتهم بالعجب العاجب
قلت وأدغمت أبا خاملا ... أنا ابن أخت الحسن الحاجب