@أبو يحيى رفيه الدولة بن صمادح

من بيت إمارة، والي عليها السعد طوافه واعتماره، انتجعوا انتجاع الأنواء، واستطعموا في المحل والأواء، وأبو يحيى فجر ذلك الصباح، وضوء ذلك المصباح، التحف بالصون وارتدى، وراح على الانقباض واغتدى، فما تراه إلا سالكا جددا، ولا تلقاه إلا لابسا سؤددا. وله أدب كالروض إذا زهر، والصبح إذا اشتهر، وقفه على النسيب، وصرفه إلى المحبوبة والحبيب:

يا عابد الرحمن كم ليل ... أرقني وجدا ولم تشعر

إذ كنت كالغصن ثنته الصبا ... وصحن ذاك الخد لم يشعر وله:

ما لي وللبدر لم يسمح بزورته ... لعله ترك الإجمال أو هجرا

إن كان ذاك لذنب ما شعرت به ... فأكرم الناس من يعفو إذا قدرا وله:

وأهيف لا يلوي على عتب عاتب ... ويقضي علينا بالظنون الكواذب

يحكم فينا أمره فنطيعه ... ويحسب منه الحكم ضربة لازب وله:

وعلقته حلو الشمائل ماجنا ... خنث الكلام مرنح الأعطاف

ما زلت أنصفه وأوجب حقه ... لكنه يأبى على الإنصاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015