الحمد ومطره؛ وجريت من المكارم في مضمار طالما أحرز أبوك خصله، وأويت من حفظ الذمم إلى جوارٍ شد ما عرف أولوك فضله؛ والله تعالى يزيدك من جزيل نعمه، ولا يخليك من جليل قسمه بحوله.
إلى ذمام النسب ذمام الأدب، وأوى من تأميلك إلى حصن حصين، ومت من صحبة أبيك - رضي الله عنه - بالسبب المتين، وحقيق على مصلك ممن جمع أشتات الفضل، واحتاز مكارم القول والفعل، أن يجمع بين شفاعتي والنجاح، ويؤلف بين حاله والصلاح. وفلان شاكر فضلك، وراحجي طولك، ممن يمت بوسائل، ويدني بوصائل، أنت المعين على رعيها، والمؤيد على حفظها، وحاجته حاجتي وإرادته إرادتي، وشكري لك على ما توليه وتوليني فيه، شكر يتضوع نسيمه، ويأرج شميمه؛ وهذه بكر حوائجي فاجعل مهرها القبول، وأول شفاعتي فأوسعها فضلك الجزيل، ورأيك الجميل، ناهجاً لأملي فيك السبيل، وموضحاً لرجائي لك الدليل، إن شاء الله.
@فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي حفص عمر بن الشهيد
@وإيراد جملة مما انتخبته من نظمه ونثره
وأبو حفص هذا [في وقتنا] كان فارس النظم والنثر، وأعجوبه القران والعصر، ونهاية الخبر والخبر؛ رقم برود الكلام، ونظم