ولا قصد إلا ليبلغ مناه؛ ولم يناد بحمدك إلا لتجيبه، ولم يرم بك دهره إلا ليصيبه؛ فأمطر رجاءه بعض طلك، ووسد جوازئه أبردي ظلك، فما ماؤك بوشل، ولا وردك بنهل؛ وفيه أجر، ولديه شكر.
وله من أخرى: وردني في ذلك كتاب كريم بنت البلاغة سماء بيانه، وجادت أرض إحسانه، فنور شمسه يشرق في ليل نقسه، وكوكب نواره يتألق في اسطاره، فأصبحت تختال بخلتك، وتبسم عن مودتك، وقد سرى خيالك فشوق، واستطار برقك فأرق؛ فأجفان الإخلاص ناظرة إليك، ويد القبول مسلمة عليك، فصل ما جعلك الفضل فيه أصلا، ورآك أهلا. وقد حل المنشد أبو محمد من جفن الشكر في سواده، ومن صدر الإحسان في فؤاده، ألبسني حلة إخائك، وسقاني رسل وفائك، وحالي حال من يعدك في عدده، ويعدك من عدده.