وذكرت بهذه القطعة قطعةً على وزنها ورويها، ويتعلق بها خبر من سيء الأخبار وشرها. قالوا: كان الأمين محمد بن هارون يوماً على بركة ماء وقد عضه ببغداد الحصار، وأخذت عليه الأقطار، إذ دخل عليه غلامه كوثر الخادم الوسيم، وكان له من حبه جزء مقسوم، وقد أصابه سهم خرق حجاب قلبه فخر لحينه، فجزع عليه الأمين جزعاً كان دونه الجنون: ثن قال:

قتلوا قرة عيني ... ومن اجلي قتلوه

يا هلال الدجن قل لي ... ما لقومي جهلوه -

طلع البدر نهاراً ... فلذا لم يعرفوه

أخذ الله لقلبي ... من أناسٍ خرقوه! وذكر بعض الرواة أن أبا محمد التيمي زاد في هذه الأبيات فقال:

من رأى الناس له فض ... لاً عليهم حسدوه

مثلما قد حسد القا ... ئم بالملك أخوه وفي غلامه كوثر يقول، وقد نظر إلى طولع البدر، وهو يشرب على الفسطاط:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015