مروحاً. ولم يزل - لا زالت به النعل - منذ اعتصمت بحرمته، واعتزيت إلى خدمته، يقبل عليّ في مجالسه المأنوسة باللحظ واللفظ، ويكسبي بمنازعة الأدب شرف المرتبة والحظ، فأتمرن على تثقيفه وتقويمه، وأتضمر عن رياضته وتعليمه، وتلزني هيبة كماله، وروعة جلاله، إلى شخذ سجايا، وجمع قواي، واجتناب الخطل في إيوانه، والزلل في ميدانه، فلا ترى شيئاً أشبه في التفضل، وبي في التقبل، من قول حبيب:

نرمي بأشباحنا إلى ملكٍ ... نأخذ من ماله ومن أدبه والبلاغة وإن كانت من فنون العلم أرق ما استرق، وألطف ما غرف، وأيسر ما به حاضر، وأقل ما أمل، وأوهن ما خزن، وأدنى ما اقتنى، فله كلف بانتقادها شديد، وصوت في معرفة نقادها بعيد. وقد خلص بيمينه العالية جوهر الكلام من أخباثه، وممر القول من أنكاثه، في غير ما كتابٍ منتم إلى البلاغة، معلم في الكتابة، فجاء بالصواب حاسراً، وبيان الحقيقة سائراً، وفي هذا النقد سقط العشاء بمن سقط على السرحان، وفيه أساء من أحسن بنفسه الظن في ألإحسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015