زناتة، فضيقت عليه التكاليف، حتى أقصر بعدما قصر، وتولى دون أن يعذر، وركب ما عاب مثله على عمه، فصارت عاقبة أمره خسراً.
وأقر يحيى أصحاب الخطط على مراتبهم؛ وحسن رأيه في أحمد بن برد وعول عليه في كتابته، واستخلص من الأندلسيين صحبه: جعفر ابن محمد بن فتح والفقيه الأديب أبا عمر بن موسى بن محمد اليماني الوراق صاحب محمد بن عبد الله النبهاني، وولاه خطة الوزارة فكادت الجبال تنهد لهذه العظيمة، وجمح مركبها به وأبدع في الكبر والخنزوانة. وقدم أيضاً إلى الوزارة محمد بن الفرضي الكاتب، فكان أعدى من الجرب على دولته، وارتقب عقلاء الناس عند ذلك حلول المحنة، فقديماً استعاذوا بالله من وزارة السفلة. ووصل جعفر بن فتح صاحبه الأقدم إبراهيم بن الإفليلي كبير الأدباء بقرطبة بالخليفة يحيى، ورغبه في الإحسان إليه، فذاكره وحدثه ونوه به. وسما في أيامه أبو بكر بن ذكوان وأبو العباس أحمد بن أبي حاتم أخوه، وأنهضهما إلى الوزارة عقب وفاة الشيخ أبي العباس ابن ذكوان. وغرب شأو أبي بكر منهم، فجاء أحوذياً نسيج وحده في فضله وعلمه وعفته. وعدل بروع الظرف بابن عمه أبي العباس إلى الاشتهار بالمجون، فجاء فيه طرفاً ليست وراءه غاية، يصور القلوب برقة ظرفه وحرارة