والأيام، وهذه صفة تغني عن تسمية الموصوف لاختصاصه بمعناها، واستحقاقه إياها، واستئثاره على جميع الملوك بها، ويعلم سامعها ببديهة السماع أنها للأمير شمس المعالي خالصة، وعليه مقصورة، وبه لائقة، وعن غيره نافرة، إذ هو بمعاينة الآثار، وشهادة (?) الأخبار، واجتماع الأولياء، وإصفاق الأعداء، كافل المجد، وكافي الخلق، وواحد الدهر، وغرة الدنيا، ومفزع الورى، وجنة (?) العالم، ونكتة الفلك الدائر، فبلغه الله تعالى أقصى نهاية العمر، كما بلغه أبعد غاية الفخر، ومكله أزمة الأرض، كما ملكه أعنة الفضل، وأدام حسن النظر للعباد والبلاد بإدامة أيامه التي هي أعياد الدهر، ومواسم اليمن والأمن، ومطالع الخير والسعد، وزاد دولته شباباً ونمواً، كما زاده في السن علواً، حتى تكون السعادات وفد بابه، والبشائر قرى سمعه، والمسار غذاء نفسه، ويترامى به الإقبال إلى حيث لا يبلغه أمل ولا يقطعه أجل.
وفي فصل (?) :
هذا الكتاب أخرجت بعضه من غرر نجوم الأرض، ونكت أعيان الفضل من بلغاء العصر في النثر، وحللت بعضه من نظم أمراء الشعر الذين أوردت ملح أشعارهم في كتابي المترجم ب - " يتيمة الدهر "، فلفقت جميع ذلك ونسقته، وجردته وسقته، وأنفقت عليه ما رزقته، وعملته بكد الناظر، وجهد الخاطر، وتعب اليمين، وعرق الجبين، وتعمدت فيه لذة الجدة، ورونق الحداثة، وحلاوة الطراوة، ولم شبه بشيء سوى (?) كلام أهل العصر إلا في قلائل وقلائد من ألفاظ [الجاحظ] وابن المعتز، تخللت أثناءه، وتوسطت تضاعيفه، ولن أخل كلماته التي هي وسائط الآداب (?) ،