لحكمة " (?) ، ثم قال عليه السلام: " أوتيت جوامع الكلم " (?) وهل تخرج الحكمة من جوامع الكلم -
فإن قال: إنما أفنيت عمري في القرآن وعلومه، وفي التأويل وفنونه قلنا: إذن يكون التوفيق دليلك، والرشاد سبيلك: صف لنا كيف وقع التحدي بهذا المعجز ليتم بوقوعه الإعجاز، وأخبرنا عن صفة التحدي: هل كانت العرب تعرفه أم لا، أم كان شيئاً لم تجر عادتها به فكان إقصارها عنه، بل لأنه التماس ما لم تجر المعاملة بينهم بمثله، ثم يسأل عن التحدي هل لقي بمعارضة بأن تقصيرها عنه أو لم تكن بمعارضة، ثم يسأل القوم عن قوله تعالى (لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) (النساء: 82) وفيه من الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ما لا يكون أشد اختلافاً منه (?) ؛ ويسأل عن قوله تعالى (وغرابيب سود) (فاطر: 27) وما معنى الزيادة في الكلام، والغرابيب السود هي الغرابيب، فإن قال تأكيداً فقد زل، لأن رجحان بلاغة القرآن إنما هو إبلاغ المعنى الجلي المستوعب إلى النفس باللفظ الوجيز، وإنما يكون الإسهاب البليغ في كلام البشر الذين لا يتناولون تلك الرتبة العالية من البلاغة؛ على أنه لو قال تأكيداً لخرج عن مذهب العرب، لأن العرب تقول: أسود غربيب، وأسود حالك وحلكوك، فتقدم السواد الأشهر ثم