وإن شئت اختبار الناس جهراً ... ولم تك بالتجارب بالعليم
فجرب من تشا منهم عياناً ... وقد أصبحت في بردي عديم
فإن لم [تلف] ذلك مستحيلاً ... وترعى منه في مرعى وخيم
فقل إني دعي في نزار ... وإني ضد لقمان الحكيم
رأينا معشراً لبسوا ثياباً ... مجددة على عرض رميم
لهم دور مشيدة [] ... وأفعال محيلات الرسوم ومن المدح:
وما يحتاج يوم الحرب جيشاً ... فإن عداه كالزرع الحطيم
وإن أبقى لهم فرعون سحراً ... ففي يده عصا موسى الكليم وقد تقدم إلى هذا المعنى أبو نواس بقوله، ونذكر خبراً يتعلق بذيله:
كان أبو نواس قوي البديه، ويرتجل كل ما يقول ولا يرويه، فقال له الخصيب يوماً وهو يمازجه بالمسجد الجامع، أنت في الشعر غير مدافع ولا منازع، ولكنك لا تخطب، فقام من فوره يقول مرتجلاً:
منحتكم يا أهل [مصر] نصيحتي ... ألا فخذوا من ناصح بنصيب
رماكم أمير المؤمنين بحيةٍ ... أكول لحيات القلوب شروب
فإن يك باقي سحر فرعون فيكم ... فإن عصا موسى بكف خصيب